ذهب فلاح لجاره يطلب منه حبل لكي يربط حماره امام البيت، اجابه الجار بأنه لا يملك حبل و لكن اعطاه نصيحة و قال له: يمكنك ان تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار و تظاهر بأنك تربطه و لن يبرح مكانه، عمل الفلاح بنصيحة الجار و في صباح الغد وجد الفلاح حماره في مكانه تماما.
ربت الفلاح على حماره و اراد الذهاب به للحقل و لكن الحمار رفض التزحزح من مكانه ! حاول الرجل بكل قوته ان يحرك الحمار و لكن دون جدوى، حتى اصاب الفلاح اليأس من تحرك الحمار.
فعاد الفلاح للجار يطلب النصيحة، فسأله: هل تظاهرت للحمار بأنك تحل رباطه ؟ فرد عليه الفلاح بـ استغراب: ليس هناك رباط، اجابه جاره: هذا بالنسبة إليك اما بالنسبة الى الحمار فالحبل موجود، عاد الرجل و تظاهر بأنه يفك الحبل، فتحرك الحمار مع الفلاح دون أدنى مقاومة !
لا تسخر من هذا الحمار، فالناس ايضا قد يكونون أسرى لعادات او لقناعات وهمية تقيدهم، و ما عليهم الا ان يكتشفوا الحبل الخفي الذي يلتف حول عقولهم و يمنعهم من التقدم للأمام.
اي امه تتوارث اجيالها الحديث عن الضعف و التخلف والخوف و الفقر، ستبقى متأخرة حتى تفك حبلها الوهمي ! وقتها تستطيع أن تنهض و تمضي من جديد.